كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وقال وضاح اليمن:
وأبصرت سعدي بين ثوبي مراجل ... وأثواب عصب من مهلهلة اليمن
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(122)
(وأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضب يعدو بالواد)
هذا الرجز لا أعلم لمن هو وقائله أعرابي أكل الضباب، وعيب بذلك، فقال للذي عابه وعيره: إنما تنكر أكلها وتعيبها، لأنك لم تذق كشاها وأكبادها لو ذقتها لم تترك منها واحداً إلا وصدته. وهذا الرجز يدل على أن جميع العرب لم يكونوا يأكلون الضب كما زعمت الشعوبية ومثله قول الآخر:
فلو كان سيفي باليمين تباشرت ... ضباب الفلا من جمعهم بقتيل
يقول ذل في قوم كانوا يأكلون الضباب فقال: لو كان سيفي بيميني لقتلت منهم قتيلا فاستبشرت الضباب بقتله، لاستزاحتها من صيده إياها.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(123)
(ومكن الضباب طعام العريب ... ولا تشتهيه نفوس العجم)

الصفحة 169