كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت: لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري، وصدره:
حتى تجلت ولنا غاية
وقبله:
نذودهم عنا بمستنة ... ذات عرانين ودفاع
كأنهم أسد لدى أشبل ... ينهتن في غيل وأجراع
فنذودهم: ندفعهم. ويعني بالمستنة: كتيبة لها استنان إلى القتال، وهو المدح والنشاط والتسرع. ويعني بالعرانين الرؤساء المتقدمين في الفضل والشجاعة. وأصل العرانين: الأنوف. والعرب تشبه السادة والأشراف بالرءوس والأنوف والأعناق، ونحوها من مقاديم الحيوان، وتشبه السقاط والسفلة بالأقدام والحوافر والزمعات، ونحوها من أسافل الحيوان. وأصل الدفاع: السيل الذي يندفع فلا يقدر على رده، فضربه مثلاً للتقدم إلى الحرب. والأشبل أولاد الأسد، واحدها: شبل. وإذا كانت السد عند أغيالها وأولادها كانت أشد بأساً وأحمى أنوفاً والغيل: الأجمة. والأجراع: معاطف الأودية. وينهتن: يصوتن، يقال نهت الأسد وزأر. وتجلت: تكشفت. والغاية: الراية: والجمع: المجتمعون. والجماع: المتفرقون. يقول: انجلت الحرب وجمعنا لم يفترق، فيعود جُماعاً.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(127)
(أماتهن وطرقهن فحيلا)

الصفحة 174