كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت: للراعي. وصدره:
كانت نجائب منذر ومحرق
النجائب: الإبل العتيقة المنجبة: وأراد بمنذر: المنذر ابن ماء السماء، ومحرق: عمرو بن هند، وكان يسمى محرقاً لأنه حرق مائة رجل من تميم. وقيل سمى محرقاً لأنه حرق نخل ملهم. وقيل سمى محرقاً لشدة ملكه وعتوه، كما سمي مضرم الحجارة، يقال للذي يكثر الشر والفساد: أضرم فلان الأرض ناراً. وهذا المعنى أراد الربيع ابن زيادة في قوله:
وحرق قيس على البلا ... د حتى إذا اضطرمت أجذما
وقد ألم أبو الطيب المتنبي بهذا المعنى في قوله:
وما كان إلا النار في كل موضع ... يثير غبارا في مكان دخان
وأمات: جمع أم، وكذلك أمهات. والمشهور في الاستعمال وقوع أمهات لمن يعقل، وأمات لما لا يعقل، وقد استعمل كل واحد منهما مكان الآخر، قال ذو الرمة يصف ماء:
سوى ما أصاب الذئب منه وسربة ... أطافت به من أمهات الجوازل
وقال جرير:
لقد ولد الأخيطل أم سوء ... مقلدة من الأمات عارا

الصفحة 175