كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

والطرق: الضراب. يقال: طرق الفحل الناقة يطرقها طرقا: إذا علاها. وقال أبو عمرو الشيباني: الطرق: الفحل بعينه، كأنه سمى بالمصدر، لكثرته منه، كما يقال للرجل إذا كان يكثر الأكل والشرب ما أنت إلا أكل وشرب وأما إعرابه فأماتهن: اسم كان، ونجائب: خبرها. وطرقهن معطوف على أماتهن. وفحيلا: معطوف على نجائب، كأنه قال: كانت أماتهن نجائب منذر ومحرق، وكان طرقهن فحيلا: كما تقول كان زيد قائماً، وعمرو قاعداًن فترد الاسم على الاسم، والخبر على الخبر، ومن جعل الطرق في هذا البيت الضراب، فالتقدير: وذو طرقهن. ثم حذف المضاف. ومن جعله الفحل بعينه، فلا حذف فيه، وبعد هذا البيت:
قودا تذارع غول كل تنوفة ... ذرع النواشج مبرما وسحيلا
* * *
وانشد في هذا الباب:
(128)
(ألح على أكتابهم قتب عقر)
هذا البيت للبعيث المجاشعي. وصدره:
(ألد إذا لقيت قوماً بخطة)
الألد: الشديد الخصومة. والقتب العقر الذي يعقر ظهر الدابة، أي يجرحه. مدح نفسه بأنه حاذق بالخصام، عارف بوجوه الحجاج والكلام، فإذا علق بخصم لم ينفصل عنه حتى يؤثر فيه ما يؤثر القتب العقر في ظهر الدابة.

الصفحة 176