كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

يزعم جزء ولم يقل جللا ... أنى تروحت ناعماً جذلا
إن كنت أزننتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا
فجلس جزء على شفير بئر مع إخوته، وكانوا تسعة، فانخسفت البئر بهم، فهلك إخوته، ونجا هو. فقيل ذل لحضرمي فقال: إن لله كلمة وافقت قدراً وأبقت حقداً. وقوله (أفرح) أراد: أأفرح؟ على معنى التقرير والانكار، فترك ذكر الهمزة وهو يريدها حين فهم ما أراد. وهذا قبيح، وإنما يحسن حذفها مع (أم) كقولك:
بسبع رمين الجمر أم بثمان
ويروى: أغبط. والذود من الإبل: ما دون العشرة، وأكثر ما يستعمل في الإناث والشصائص: التي لا ألبان لها، واحدتها شصوص. يقال شصت الناقة وأشصت. والنبل: الصغار ههنا، والجلل: يكون العظيم، ويكون الحقير، هو من الأضداد، وهو ههنا الحقير. والجذل: الفرح المسرور. ويقال زننته بكذا وأزننته: إذا اتهمته به، ونسبته إليه.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(131)
(ينهل منها الأسل الناهل)

الصفحة 180