كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

دعاهن من ثاج فأزمعن رده ... أو الأصهبيات العيون السوائح
فظلت بأجماد الزجاج سواخطا ... صياما تغنى تحتهن الصفائح
قال الأصمعي (ثاج): عين هي من البحرين على ليال. وأراد بالأصهبيات: عين أصهب، وهي وراء كاظمة، والسوائح: الجواري. وأجماد الزجاج: موضع. وصياما: واقفة. والصفائح: حجارة عريضة، وأراد بغنائها: بين أصواتها. أرجلها إذا وطئتها.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(135)
(فإن المنية من يخشها ... فسوف تصادفه أينما)
البيت للنمر بن تولب. وقبله:
وإن أنت لاقيت في نجدة ... فلا تتهيبك أن تقدما
قال أصحاب المعاني: أراد فلا تتهيبها أن تقدم عليها، فقلب كما قال ابن مقبل:
ولا تهيبني الموماة أركبها ... إذا تجاوبت الأصداء بالسحر
أراد: لا أتهيب الموماة. ويجوز عندي أن تكون الكاف في تهيبك حرف خطاب، لا موضع لها من الإعراب كالكاف التي في قولك في (أرأيتك زيداً ما صنع)؟ والنجاءك، فلا يكون مقلوبا، وكأنه قال: ولا تتهيب أن تقدم:

الصفحة 184