كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وقال أبو الطيب:
صغرت عن المديح فقلت أهجى ... كأنك ما صغرت عن الهجاء
ويروى: ويلمه، بكسر اللام، وويلمه بضمها، فمن كسر اللام ففيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون أراد: ويل أمهن بنصب (ويل) وإضافته إلى الأم، ثم حذف الهمزة، لكثرة الاستعمال، وكسر لام (ويل)، إتباعاً لكسرة الميم، كما قالوا: مررت بامريء القيس، فكسروا الراء، لكسرة الهمزة. والثاني: أن يكون أراد (ويل) لأمه، برفع ويل على الابتدا، ولامه خبره، وحذف لام (ويل) وهمزة (أم) كما قالوا: أيش لك، يريدون أي شيء؟ فاللام المسموعة في (ويلمه) على هذا، هي لام الجر. والثالث: ألا يريد الويل، ولكنه أراد (وي) التي ذكرها عنترة في قوله:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
فيكون على هذا قد حذف همزة (أم) لا غير، وهذا عندي أحسن هذه الأوجه، لأنه أقل للحذف والتقدير. واللام المسموعة في (ويلمه) أيضاً هي لام الجر. وأجاز ابن جني أن تكون اللام المسموعة هي لام (ويل)، على أن يكون حذف همزة (أم) ولام الجر، وكسر لام (ويل) إتباعاً لكسرة الميم. وهذا بعيد جداً. وأما من روى (ويلمه) بضم الميم، فإن ابن جني أجاز فيه وجهين أحدهما: أنه حذف الهمزة واللام، وألقى ضمة الهمزة على لام الجر، كما حكى عنهم: (الحمد لله) بضم لام الجر، وهي قراء إبراهيم بن أبي عبلة: والوجه الثاني: أن

الصفحة 189