كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت لمهلهل بن ربيعة التغلبي. ويريد بقوله وبنى أبينا: بكر بن وائل. وعنيزة: موضع، كانت فيه وقعة بين تغلب وبكر ابني وائل، وشبه الجيش برحيين يديرهما مدير للطحن، ورحى الحرب: وسطها ومعظمها لأنهم يستديرون فيها عند القتال، أو لأنها تهلك من حصل فيها كما تطحن الرحى الحب، ألا ترى إلى قول ربيعة بن مقروم:
فدارت رحانا بفرسانهم ... فعادوا كأن لم يكونوا رمما
وبعد بيت مهلهل:
فلولا اريح أسمع من بحجرٍ ... صليل البيض تقرع بالذكور
قال أبو جعفر ابن النحاس: يقال: إن هذا أول كذب سمع بالشعر، وإن قوله (كأنا غدوة) أول تناصف سمع في الشعر. وهذا الذي حكاه غير صحيح، لأن الشعر موضوع على الكذب والتخييل، إلا القليل منه، وإنما أراد قائل هذا أن يقول: إن هذا أول غلو سمع في الشعر، لأن قتالهم كان بالجزيرة، وحجر: قصبة اليمامة، وبين الموضعين مسافة عظيمة، فعبر عن الغلو بالكذب.
* * *
وأنشد في باب ما يجري عليه العدد في تذكيره وتأنيثه:
(142)
(فطافت ثلاثاً بين يوم وليلة ... وكان النكير أن تضيف وتجأرا)

الصفحة 193