كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت للنابغة الجعدي، يصف بقرة وحشية أكل السبع ولدها، فطافت ثلاثة أيام وثلاث ليال تطلبه، ولا إنكار عندها ولا غناء إلا الإضافة، وهي الجزع والإشفاق. والجؤار: هوا لصياح، والنكير: الإنكار، وهو من المصادر التي أتت على (فعيل) كالنذير والعذير، وأكثر ما يأتي هذا النوع من المصادر في الأصوات التي على (فعيل) كالهدير والهديل: قال الله تعالى (ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير) وبعد هذا البيت:
فألفت بياناً عند آخر معهد ... إهابا ومعبوطا من الجوف أحمرا
وخدا كبرقوع الفتاة ملمعاً ... وروقين لما يعدوا أن تقشرا
أراد: أنها وجدت عند آخر معهد عهدته فيه، ما بين لها وحقق عندها، أن السبع أكله، ثم فسر ذلك البيان بما ذكره بعد ذلك. والإهاب: الجلد. والمعبوط: الدم الطرين والروقان: القرنان. وشبه خده لما فيه من السواد والبياض، ببرقوع الفتاة، لأن الفتيات يزين براقعهن، وبقر الوحش بيض الألوان، لا سواد فيها إلا في قوائمها، وفي خدودها، وفي أكفالها ويقال: برقع بضم القاف، ويرقع بفتحها، وبرقوع بالواو.
* * *

الصفحة 194