كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

تكون في موضع الصفة لأناة، أو في موضع الحال منها، لأن النكرة إذا وصفت قربت من المعرفة، فجازت الحال معها وحسنت. وقد تجيء الحال من النكرة دون صفة، إلا أن ذلك قليل، وفيه قبح، لأن النكرة أحوج إلى الصفة منها إلى الحال، فحرف الجر الذي هو (في) متعلق أيضاً بمحذوف في الموضعين: وبعد هذا البيت:
فجاء كخوط البان لا متتابع ولكن بسيمي ذي وقار وميسم
فقلن لها سرا فديناك لا يرح صحيحا وإن لم تقتليه فألممي
فالفت قناعادونه الشمس واتقت بأحسن موصولين كف ومعصم
وقالت فلما أفرغت في فؤاده وعينيه منها السحر قلن له: قم
فود بجدع الأنف لو أن صحبه تنادوا وقالوا في المناخ له: نم
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(8)
(وما هاج هذا الشوق إلا حمامة دعت ساق حر ترحة وترنما)
هذا البيت لحميد بن ثور الهلالي، وقد ذكر ذلك ابن قتيبة، وإنما قال: فالحمامة هنا قمرية، لأن (ساق حر): اسم لذكر القمارى، وسمى بذلك لحكاية

الصفحة 20