كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وقوله (قامت رويداً) أراد قياماً رويداً، فحذف المصدر وأقام صفته مقامه. ويجوز أن يكون منصوباً على الحال، وبعد هذا البيت:
حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنها خوط بانة قصف
تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف
والحوراء: التي في عينها حور، وهو صفاء سواد العين وصفاء بياضها، وقال الأصمعي: الحور: أن ترى العين سوداء كلها، تشبيهاً لها بالظبية والبقرة، والجيداء: الطويلة العنق والخوط: الغصن والقصف: المنكسر للينه، وقوله تغترق الطرف: أي تشغل نظر الناظر، فلا ينظر إلى غيرها، لكمال حسنها، وهي غير مستعدة ولا متزينة.
وقوله: كأنما شف وجهها نزف، يريد أنها قليلة لحم الوجه غير جهمة فكأن دمها نزف.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(149)
(شدا سريعاً مثل إضرام الحرق)

الصفحة 200