كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت: لرؤبة بن العجاج، ويكنى أبا الجحاف؛ ووجدت هذا البيت في شعر رؤبة رواية أبي بكر بن دريد، على خلاف ما أنشده ابن قتيبة، وهو:
تكاد أيديها تهاوى في الزهق ... من كفتها شدا كإضرام الحرق
قال ابن دريد: يقال فرس رهق: إذا تقدم الخيل، فيقول تكاد أيدي الحمر تهوى فتزلج وتذهب من شدة ما يقدمها الحمار والكفت: شدة القبض، والشد: الجرى الشديد، وشبهه باضطرام النار، لما فيه من الخفيف والصوت، كما قال العجاج:
كأنما يستضرمان العرفجا
والحرق النار بعينها، والحرق: الاحتراق، وبعده:
سوى مساحيهن تقطيط الحقق ... تقليل ما قارعن من سمر الطرق
والمساحي: ههنا: الحوافرن سماها مساحي لأنها تسحو الأرض أي تقشرها يقول سوت الطرق حوافر هذه الحمير كما تسوى الحقق؛ والحقق جمع حقة وهي وعاء من عود يتخذ للطيب وغيره. والتقليل هو الفاعل الذي سواها، ونصب تقطيط الحقق على المصدر المشبه به والتقدير تسوية مثل تقطيط الحقق فحذف المصدر، وأقام صفته مقامه، وحذف المضاف، وأناب المضاف إليه مقامه وهذا من المصادر المحمولة على معنى الفعل، لا على لفظه لأن التسوية هي التقطيط في المعنى، فصار كقولك قعد زيد جلوس عمرو، وتبسمت وميض البرق.
* * *

الصفحة 201