كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في هذا الباب للنابغة:
(150)
(كذي العر يكوى غيره وهو راتع)
وصدر هذا البيت مختلف فيه، فكان الأصمعي يروى:
لكلفتني ذنب امريء وتركته
وروى ابن الأعرابي وأبو عبيدة:
حملت على ذنبه وتركته
والعربضم العين: قروح تخرج في مشافر الإبل وقوائمها، والراتع المقيم في المرعى. وفي معنى هذا البيت أربعة أقوال: أحدها أن هذا أمر كان يفعله جهال الأعراب، كانوا إذا وقع العُر في إبلهم اعترضوا بعيراً صحيحاً من تلك الإبل فكووا مشفره وعضده وفخذه، يرون أنهم إذا فعلوا ذلك ذهب العُر من إبلهم كما كانوا يعلقون على أنفسهم كعوب الأرانب خشية العطب، ويفقؤون عين فحل الإبل، لئلا تصيبها العين. وهذا قول الأصمعي وأبي عمرو وأكثر اللغويين. وقول آخر "كالثور يضرب لما عافت البقر. قال يونس: سألت رؤبة بن العجاج عن هذا فقال: هذا شيء كان قديماً ثم تركه الناس.

الصفحة 202