كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد للحطيئة:
(157)
(اررغتني وزعمت أنـ ... ـك لابن بالضيف تامر)
هذا الشعر هجا به الحطيئة الزبرقان بن بدر، وزعموا أن الأصمعي كان يصحفه ويرويه (لاتني بالصيف تامر) أي تأمر بإكرامه وإنزاله. ومعنى تنى: تفتقر، من قولك ونى في الأمر يني ونيا وونيا. إذا فتر وتكاسل عنه. ويقال ونى بكسر النون وبعده:
فلقد كذبت وما خشيت ... بأن تدور بك الدوائر
ولحيتني في معشر ... هم ألحقوك بمن تفاخر
يعني بالمعشر بنى قريع بن عوف بن كعب من آل الزبرقان بن بدر، وكان الحطيئة نزل على الزبرقان فلم يحمده واستدعاه القريعيون إلى أنفسهم وتوسعوا له في البر والإكرام فانتقل إليهم وهجا الزبرقان.
* * *
وأنشده ابن قتيبة في باب الأفعال:
(158)
(هل لشباب فات من مطلب ... أم ما بكاء البدن الأشيب)
هذا البيت للأسود بن يعفر أحد بني حارثة بن سلمى بن جندل ويكنى أبا الجراح، وهو أحد الشعراء العمى، ولذلك قال:

الصفحة 209