كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

أنشد في هذا الباب:
(160)
(وخافق الراس فوق الرحل قلت له ... زع بالزمام وجوز الليل مركوم)
البيت لذي الرمة، وأراد بقوله وخافق الرأس رجلاً يضطرب رأسه فوق رحله من شدة النعاس؛ وصف نفسه بالجلد في السفر والصبر على مقاسات السهر وأن صاحبه ينام على الرحل ويخرج عن الطريق فيوقظه، ويقول: زع ناقتك بالزمام فقد جارت عن القصد. وجوز الليل: وسطه، ومركوم متراكب الظلام. وبعد هذا البيت:
كأنه بين شرخي رحل ساهمة ... حرف إذا ما استرق الليل مأموم
وشرخا الرحل: قادمته وآخرته، والساهمة: الناقة التي أضعفها السفر، والحرف: الهزيل، والمأموم: الذي شج شجة وصلت إلى أم دماغه.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(161)
إذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنه ... بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل)
هذا البيت لذي الرمة أيضاً، وجواب إذا في بيت آخر متصل بهذا، وبه كمال المعنى وهو:

الصفحة 211