كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

جذوعها بالسواد لأن ذلك إنما يكون عن عتقها وكثرة دبسها، وعلى الأولى في موضع نصب على الحال من المغرم، وهي صفة نكرة تقدمت عليها، لأن التقدير بمغرم عليكم. فكان الجار والمجرور في موضع خفض على الصفة لمغرم، فلما قدمه صار في موضع نصب على الحال. وعلى الثانية في موضع رفع على خبر مبتدأ مضمر كأنه قال: ولكن ديني على الشم. وقد ذكرنا فيما تقدم أن كل حرف وقع موقع صفة أو حال أو خبر فإنه يتعلق بالمحذوف الذي ناب منابه. والباء في قوله بمغرم لا تتعلق بشيء لأنها زائدة مؤكدة.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(164)
(أدان وأنبأه الأولو ... ن بأن المدان مليء وفي)
هذا البيت لأبي ذؤيب الهذلي، والضمير في قوله أدان يعود على كاتب ذكره قبل هذا البيت في قوله:
عرفت الديار كرقم الدوا ... ة يزيره الكاتب الحميري
ومعنى أدان: باع بدين. ويعني بالأولين: من سبقه إلى معاملة الذي داينه. شبه رسوم الدار بكتاب كتبه كاتب حميري عامل رجلا وأخبره من سبق

الصفحة 214