كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

محذوف تقديره عندهم فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن الحقف نلت أملي منها ونحو ذلك، وكذلك الآية تقديرها عندهم حتى إذا جآوها وفتحت أبوابها صادفوا ما وعدوا به. واحتجوا بأن الجواب قد جاء محذوفاً في مواضع لا يمكن المخالف إنكارها ولا أن يتأول فيها وجهاً غير الحذف كقوله تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ولم يقل لكان هذا القرآن وكذلك قول الراجز:
لو قد حداهن أبو الجودي ... برجز مسحنفر الروى
مستويات كنوى البرني
أراد لأسرعن مستويات.
والواو في قوله وانتحى على قول الكوفيين زائدة، وعلى قول البصريين واو العطف، ولا موضع لقوله: وانتحى بحسب الرأيين جميعاً.
وكان بعض النحويين فيما حكى أبو إسحاق الزجاج يذهب في ما كان من هذا النوع مذهباً يخالف فيه البصريين والكوفيين، فكان يقول تقدير الآية (حتى إذا جاؤوها جاؤوها وفتحت أبوها. وكذلك بيت امريء القيس على رأيه، تقديره فلما أجزنا ساحة الحي أجزناها وانتحى، فالجواب على رأيه محذوف، والواو واو الحال، وفي الكلام (قد) مضمرة لتقرب الماضي من الحال كالتي في قوله (أو جاؤوكم حصرت صدورهم) فالمعنى على قوله جاؤوها وقد فتحت أبوابها وأحزناها قد

الصفحة 218