كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

حميد بن ثور، من الدليل على أنه أراد بالحمامة القمرية؛ وإنما علم ذلك بالخبر المروي عن زرقاء اليمامة، أنها نظرت إلى قطا فقالت:
يا ليت ذا القطا لنا ومثل نصفه ليه
إلى قطاة أهلنا إذا لنا قطاميه
وقد روى أنها قالت:
ليت الحمام ليه إلى حمامتيه
ونصفه قديه تم الحمام مية
وقوله: (أحكم كحكم فتاة الحي) أي أصب في أمرك كإصابة فتاة الحي، فهو من الحكم الذي يراد به الحكمة، لا من الحكم الذي يراد به القضاء، قال الله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما) أي حكمة، ويقال من ذلك: حكم الرجل يحكم: إذا صار حكيما، قال النمر بن تولب:
وأحبب حبيبك حبا رويدا فليس يعولك أن تصرما
وأبغض بغيضك بغضا رويدا إذا أنت حاولت أن تحكما
وكان الأصمعي يروى (شراع) بالشين معجمة، يريد الذي شرعت في الماء وروى غيره (سراع) بالسين غير معجمة: والثمد: الماء القليل.
وجاز أن يصف حماما، وهي نكرة بوارد، وقد أضافه إلى المعرفة؛ لأن إضافته غير محضة، لأن الثمد مفعول في المعنى، وإن كان مخفوضاً في اللفظ،

الصفحة 22