كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

بيننا ونثوب إلى السلم، فكان ذلك سبب تحكيم الحكمين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وخروج الخوارج على علي رضي الله عنه وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
وأيام صفين لو جئتنا ... رأيت المنية جونا شميطا
فعاذ الجزوع برفع الكتاب ... ونادى إلى السلم حكما وسيطا
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(169)
(نصف النهار الماء غامره ... ورفيقه بالغيب لا يدري)
البيت للمسيب بن علس الخُماعي فيما ذكر الأصمعي، وكان أبو عبيدة يروى هذا الشعر لأعشى بكر؛ وكذلك قال ابن دري وصف غائصاً غاض على درة فانتصف النهار وهو في الماء لم يخرج ورفيقه لا يدري أهو حي أم ميت؟ وقوله: الماء غامره جملة في موضع نصب على الحال، وكذلك الجملة التي بعدها، وكان ينبغي أن يقول والماء غامره، فيأتي بواو الحال، ولكنه اكتفى بالضمير منها، ولو لم يكن في الجملتين ضمير عائد إلى صاحب الحال، لم يجز حذف الواو، فأما صاحب هاتين الحالين فليس بمذكور في البيت ولكنه مذكور في البيت الذي قبله:
كجمانة البحري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
* * *

الصفحة 220