كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في باب ما لا يهمز والعوام تهمزه:
(171)
(إذا كنت في قوم عدى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيب)
هذا البيت لزرارة بن سبيع الأسدي فيما ذكر يعقوب، وذكر الجاحظ أنه لخالد بن فضلة الجحواني من بني أسد، والعدى: الغرباء، والعدى أيضاً الأعداء، والأكل والعلف ههنا مثلان مضروبان للموافقة وترك المخالفة. وكان هذا الشاعر قد راغم قومه وعتب عليهم ثم جاور غيرهم فلم يحمد جوارهم، وندم على مفارقة قومه ولذلك قال قبل هذا البيت:
لعمري لقوم المرء خير بقية ... عليه وإن عالوا به كل مركب
من الجانب الأقصى، وإن كان ذاغني ... جزيل ولم يخبرك مثل مجرب
تبدلت من دودان نصرا وأرضها ... فما ظفرت كفى ولا طاب مشربي

الصفحة 222