كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(173)
(لو أطعموا المن والسلوى مكانهم ... ما أبصر الناس طعماً فيهم نجعا)
هذا البيت لأعشى بكر قاله في بني تميم، وكانوا أخذوا لطيمة كسرى بنطاع، وهو واد باليمامة، فأغزاهم كسرى جيوشه فقتلت وسبت، فرغب هوذة بن علي الحنفي إلى المكعبر عامل كسرى في مائة منهم فوهبهم له، وكان ذلك في وقت صوم النصارى فحبسهم عنده يطعمهم الجذائذ في الجفان والتمر، فلما جاء الفصح كسا كل رجل منهم ثوبين وخلى سبيله، فلذل قال الأعشى قبل هذا البيت:
سائل تميماً به أيام صفقتهم ... لما أتوه أسارى كلهم ضرعا
وسط المشقر في عيطاء مظلمة ... لا يستطيعون فيها ثم ممتنعاً
وقوله لو أطعموا المن والسلوى، يقول لو أطعموا المن والسلوى اللذين هما اجل من الجذائذ والتمر لم ينجع فيهم لما كانوا فيه من الأسر وخوف القتل:
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(174)
(يا جل ما بعدت عليك بلادنا ... وطلابنا فابرق بأرضك وارعد)

الصفحة 225