كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وتمامه:
(كأن تطيابها في الأنف مشموم)
الأترجة هنا: كناية عن امرأة شبهها في طيب رائحتها وما في لونها من الصفرةن وكانت العرب تكره بياض اللون المفرط، ولذلك كانوا يعيبون قول الأعشى:
ومن كل بيضاء رعبوبة ... لها بشر ناصع كاللبن
وكانوا يستحسنون قول ذي الرمة:
صفراء في نعج، بيضاء في دعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب
وكان النساء يضمخن أجسامهن بالطيب، ولذلك قال الشاعر:
وألين من مس الرخامات يلتقي ... بمارنه الجازي والعنبر الورد
واختلف في قول الأعشى:
بيضاء غدوتها وصفـ ... ـراء العشية كالعرارة
فقال قوم: أراد أنها تتردع بالطيب، وقال آخرون: كانت العرب تقول إن المرأة إذا رقت بشرتها وصفت ابيضت، بابيضاض الشمس واصفرارها.

الصفحة 228