كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

معمر: موضع بعينه، وقيل: هو الموضع العامر المخصب، والتنقير: البحث والطلب. وقيل التنقير: تسوية الطائر لعشه. وهذا الرجز يروى لطرفة بن العبد وكان سافر مع عمه وهو صغير فنزل عمه في بعض مناقله فتصب طرفة فخا كان عندهن فجاءت قبرة لتلتقط ما فيه فجعلت تستدير حول الفخ ولا تقرب منه، فلما حان رحيل عمه تزغ فخه وركب، ثم التفت فرأى القبرة تلتقط الحب الذي كان وضعه في الفخ فقال هذا الرجز. وقد روى أن هذا الرجز لكليب وائل وذلك أن كليباً كان قد حمى مرعى لا ترعى فيه إلا إبله وإبل جساس بن مرة فخرج يطوف في حماه يوماً فإذا هو بحمرة على بيض لها فلما نظرت إليه صرصرت وخففت بجناحها فقال كليب آمن روعك أنت وبيضك في ذمتي. وقال: - (يا لك من حمرة بمعمر) الرجز. ثم خرج بعد ذلك يطوف في الحمى فإذا هو بأثر بعير لا يعرفه قد وطيء البيض فشدخها فاشتد ذلك عليه، وقال: وأنصاب وائل ما اجترأ على ذمتي جمل من إبل وائل. وانصرف والغضب قد عرف في وجهه، وكان رجل من جرم يقال له سعد قد نزل على البسوس جارة خاله جساس وكانت له ناقة يقال لها سراب فكانت ترعى في الحمى مع إبل جساس، فخرج كليب مع جساس يطوفان في الحمى، فنظر كليب على الناقة فن أنها كسرت البيض، فقال: لا تعد هذه الناقة إلى الحمى بعد يومها هذا. فقال جساس: والله لتعودن ولا وضعت إبل رؤوسها في موضع إلا وضعت هذه الناقة رأسها فيه. فقال: كليب: لقد تقدمت رجلك على سيسائك يا جساس، وأنصاب وائل، لئن عادت لأضعن سهمي في ضرعها. فقال جساس: وأنصاب وائل لئن وضعت

الصفحة 230