كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

أن هؤلاء المهجوين يدينون بدينهم ويقتدون بأفعالهم فيشاركون آباءهم في أزواجهم.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(183)
(كروايا الطبع همت بالوحل)
البيت للبيد بن ربيعة العامري وصدره:
فتولوا فاتراً مشيهم
يصف قوماً خاصمهم بين يدي النعمان بن المنذر فغلبهم فانصرفوا مغلوبين يقاربون الخطو لما أصابهم من اللة فشبههم لذل بالروايا التي همت بالوحل والروايا: الإبل التي يحمل عليها الماء والطبع ههنا النهر كذا قال يعقوب وقال ابن قتيبة: الطبع التي قد ملئت وطبعت وكان يجب على تفسيره أن يقول كالروايا الطبع لأن الظاهر من قوله أنه جعل الروايا ههنا المزاد التي يحمل فهيا الماء، فهو على هذا من باب قولهم صلاة الأولى، ومسجد الجامع. وحب الحصيد. ولا وجه لهذا لأن التشبيه إنما هو بالإبل لا بالمزاد. والوجه فيه أن يكون أراد بالروايا الإبل، وبالطبع المزاد المطبوعة، التي قد ملئت، فيكون الطبع صفة لموصوف محذوف، كأنه قال: كراويا المزاد الطبع. والكوفيون يجيزون في مثل هذا إضافة الموصوف إلى صفته، وذلك عندنا خطأ.

الصفحة 234