كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

هذا الرجز لا أعلم قائله. والدقل: نوع من التمر رديء. وحجري: منسوب إلى حجر، وهي قصبة اليمامة. وقوله (قد كنت تفرين به الفريا) أي قد كنت تكثرين فيه القول، وتعظمين أمره، يقال: جاء فلان يفري الفرى: إذا جاء بالعجب فيما يفعله. وأصله في الخرز، يقال. فرى دلوه يفريها: إذا خرزها، فهي مفرية وفرى، قال امرؤ القيس: (فريان لما تسلقا بدهان) فمعنى قولهم يفرى الفرى يخرز المخروز، كأنه يريد على الخرز خرزاً آخر، ليكون أقوى له وأحكم فضرب مثلاً لمن يحكم الأمر، ويبلغ غاية الجد فيه، وقد يمكن أن يكون الفرى هنا مصدراً، فيكون كقولك: هو يضرب ضرباً. وإلى نحو هذا ذهب أبو عبيد في تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم، في عمر: (فلم أر عبقرياً يفري فريه)، لأنه قال في تفسير قوله (يفري فريه) كقولك يعمل عمله، ويقول قوله: والذي قدمته أجود. وإنما أراد يعمل معموله، ويصنع مصنوعه، لأن مجيء المصدر على (فعيل) في غير الأصوات قليل، قالوا: النذير: بمعنى الإنذار، والنكير: بمعنى الإنكار، والعذير بمعنى العذر، قال ذو الإصبع العدواني:
عذير الحي من عدوا ... ن كانوا حية الأرض

الصفحة 237