كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد في باب ما جاء على يفعل مما يغير عجز بيت لعنترة، والبيت بكماله:
(187)
0 حلفنا لهم والخيل تردى بنا معاً ... نزايلكم حتى تهروا العواليا)
يقول لبني سعد بن زيد مناة بن تميم: إن كنتم جئتمونا حراصاً على الحرب محبين في الطعن والضرب، فلسنا نزايلكم حتى تبغضوا من ذلك ما أحببتم، وتندموا على ما فعلتم"وخص العوالي بالذكر، لأن الاعتماد عليها في المطاعنة. وقد يجوز أن تسمى الرماح عوالى. وإن كانت العوالى إنما هي صدورها، كما تسمى الجملة ببعضها إذا كان الإعتماد على ذلك البعض، كقولهم للربيئة (عين)، لأن اعتماده على عينه. وللذي يتسمع الأخبار (أذن) لأن اعتماده على أذنه. ويروى (نزايلهم) بالهاء، لأنه مخبر عنهم. ومن روى (نزايلكم) بالكاف: حكى ما خاطبهم به عند الحلف، وهذا كما تقول: حلفت لزيد: لأضربنه وإن شئت قلت: لأضربنك: أي قلت له: لأضربنك. و (معاً) ينتصب على الحال، كأنه قال: تردى بنا مجتمعين، وإن شئت كان ظرفاً، كأنه قال في وقت واحد، وقد ذهب قوم إلى ان الضمير في (نزايلهم) يرجع إلى النساء، في قوله قبل هذا البيت:
ونحن منعنا بالفروق نساءنا ... نطرف عنها مشعلات غواشيا

الصفحة 239