كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت: للحارث بن حلزة اليشكري، من قصيدته التي ارتجلها بين يدي عمرو بن هند، في أمر كنا قد شجر بني بكر وتغلب ابني وائل، وكان ينشده من وراء سجف، لبرص كان به، فأمر برفع السجف، استحساناً لها. ويقال إن الحارث قام ينشدها متوكئاً على عنزة، فارتزت في جسده وهو لا يشعر. وهذا البيت أنشده ابن قتيبة شاهداً على انه يقال عنيت بالأمر على صيغة ما لم يسم فاعله، وإنما يكون شاهداً إذا جعلته من العناية بالأمر، والاهتبال به، لأن هذا الفعل لم يأت مسنداً إلى الفاعل في قول أكثر اللغويين وحكى ابن الأعرابي عنيت بالأمر (بفتح العين وكسر النون). وأنشد:
عان بأخراها طويل الشغل ... له جفيران وأي نبل
وقد يجوز أن يكون (نعني به) بمعنى: نقصد به، فلا يكون فيه حجة، لأن الذي يراد به القصد: يسند إلى الفاعل، وإلى المفعول، يقال عناني الأمر يعنيني، قال الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

الصفحة 241