كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأجاز أبو جعفر بن النحاس في قوله (نُساء) وجهين: أحدهما أن يكون من قولك (سؤته بالأمر). والآخر أن يريد: يساء بنا الظن فيه. وهذا الوجه الثاني لا يصح إلا على أن يكون من المقلوب. وبعد هذا البيت:
إن إخواننا الأراقم يغلون ... علينا في قيلهم إحفاء
والإحفاء: الإصرار.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(190)
(وقال المذمر للناتجين ... متى ذمرت قبلي الأرجل)
هذا البيت للكميت. والمذمر: الذي يدخل يده في رحم الناقة، فيلمس مذمر الفصيل، وهو موضع الذفري، ليعلم: أذكر هو أم أنثى؟ والناتج: الذي يتولى أمر نتاج الناقة، يصف أموراً أنتجت دواهي وأحوالاً مقلوبة عن وجوهها، فضرب لها المثل بالأجنة التي تنقلب في بطون أمهاتها، فتخرج أرجلها قبل رءوسها، لأن المذمر لا يلمس رجل الفصيل إلا إذا انقلب في الرحم، وهذا هو الذي يسمى اليتن، والعرب تشبه تولد الأمور بخروج الأجنة من الأرحام، ولذلك قالوا في المثل: "الدهر حبلى ليس يدري ما تلد". ومنه قول خلف الأحمر:

الصفحة 242