كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

والشريعة: مورد الماء حيث تشرع الدواب، والهم ههنا: المراد والمطلب الذي تهم به، والفرائص: جميع فريصة، وهي مضغة بين الثدي ومرجع الكتف. ومعنى تيممت: قصدت. وضارج: موضع في بلاد بني عبس، فيه ماء، والعرمض والطحلب والغلفق: سواء، وهي الخضرة تكون على الماء. وطام: مرتفع. يصف أنه ماء لا يرده أحد، فقد علاه الطحلب، وفي معنى هذين البيتين قولان: قيل يصف حمرا وحشية عطشت، فاحتاجت إلى ورود الماء، وخشيت إن وردت شريعة الماء رماها القانص في فرائصها، فدميت، فنكبت عن ذلك، وأنت عين ضارج، كأنها أمنت أن يكون عليها قانص يرميها. وقيل إنما يصف ناقته، ونسب الهم إليها، والمراد نفسه. ومعنى قوله (وأن البياض من فرائصها دامي) أن الماء إن تعذر وجوده، نحرت فاستخرج ما في جوفها من الماء، فشرب. وكذلك كانوا يفعلون في الفلوات إذا لم يجدوا ماء، قال الشاعر:
وشربة لوح لم أجد لسائقها بدون ذباب السيف أو شفرة حلا
كلا المعنيين يحتمله الشعر، وإنما يعمل مراد الشاعر منها بالوقوف على بقية الشعر:
ولم أجد هذا الشعر فيما رواه الطوسي وغيره لامرئ القيس، وإنما وجدته في بعض الحديث المروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعند، متعلقة بالاستقرار المقدر في صلة التي، كأنه قاله التي استقرت عند ضارج، ولا موضع لعند، وما تعلقت به من الإعراب، لأنها من تمام الاسم الموصول، كما لا موضع للدال من زيد.

الصفحة 26