كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

فإذا نزا فكأنه قد رفع الآل. يريد أنه لا قلب في البيت، كما قال ابن قتيبة. وقوله (تعدى فوارسنا): جملة في موضع الحال من الضمير الفاعل في لحقنا. وقوله: (كاننا رعن قف) جملة في موضع الحال من الضمير الفاعل أيضاً. وقوله. (يرفع الآلا): جملة في موضع الصفة للقف، أو للرعن:
وأنشد ابن قتيبة:
(14)
(كأنها وقد براها الأخماس ودلج الليل وهاد قياس)
شرائج النبع براها القواس
الرجز للشماخ بن ضرار، قاله وهو يحدو بأصحابه في بعض أسفارهم. والضمير في قوله: كانها، يعود على الإبل ولم يتقدم لها ذكر في هذا الرجز، لأن هذا البيت أول الأرجوزة، وإنما أضمر لها من غير ذكر لها، استغناءً بالحال التي كان فيها، ولأن هذا الرجز إنما قاله بعد أراجيز قالها الحسن بن مزرد أخي الشماخ، وجليج ابن شريد، وجندب بن عمرو، وذلك أنهم كانوا في سفر، فتداولوا حداء الإبل، فكان كل واحد منهم ينزل عن بعيرة، ويحدو الإبل، ثم يركب وينزل الآخر.
والأخماس: جمع خمس، وهو أن ترد الإبل في كل خمسة أيام. ودلج الليل: سيره كله. والهادي: الدليل الذي يهديها. والشرائج. جمع شريجة، وهي القوس تصنع من عود يشق، فتعمل منه قوسان. والنبع: شجر صليب،

الصفحة 32