كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد بن قتيبة في هذا الباب:
(15)
(فباتوا يدلجون وبات يسري بصير بالدجى هاد غموس)
هذا البيت لأبي زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر وهو أحد من شهر بكنيته دون اسمه، يصف قوماً سروا والأسد يقفو آثارهم لكي ينتهز فيهم فرصة وبعد هذا البيت:
إلى أن عرسوا وأغب عنهم قريبا ما يحس له حسيس
خلا أن العتاق من المطايا حسين به فهن إليه شوس
وقوله بصير باتدجي يريد أنه بصير بالمشي في الظلم هاد فيه. والدجى: الظالم واحدتها دجية. وهذا مما خالف فيه التصريف القياس، لأن الفعل دجا يدجو. فكان القياس دجوة، ولهذا يجوز في الدجا أن يكتب بالياء حملا على واحدها، وبالألف حملا على فعلها، والغموس: الواسع الشدقين، من قولهم طعنة غموس: إذا كانت واسعة الشق عميقة. ويروى عموس بالعين غير معجمة، وهو الذي يتهافت في الأمور كالجاهل. يقال: فلان يتعامس، أي يتجاهل. ويروى هموس، وهو الخفيف الوطء الذي لا يحس بوطئه.
وأنشد ابن قتيبة:
(16)
(وتشكو بعين ما أكل ركابها وقيل المنادى أصبح القوم أدلجي)

الصفحة 34