كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وموضع (ما) نصب بتشكو. وقيل معطوف على (ما) وكذلك من روى (وقال). والمنادى مخفوض بإضافة القيل والقال إليه، وأصبح ههنا: لا خبر لها، لأن معناها دخلوا في الصباح، ولم تدخل على جملة فيلزم أن يكون لها خبر، إنما هي بمنزلة قولهم أظلم القوم: إذا دخلوا في الظلام، وأمسوا: إذا دخلوا في المساء، وما في هذا البيت هي الموصولة الجارية مجرى الذي، ولا يجوز أن تكون المصدرية، أعني التي تأتي بمعنى المصدر، كقولك أعجبني ما صنعت، أي أعجبني صنعك، كأنه قال: إكلال ركابها، وإنما لم يجز ذلك لأن في أكل ضميرا يرجع إليها، وما المصدرية حرف لا يعود إليها من صلتها ضمير، كما لا يعود إلى أن الموصولة إذا قلت: أعجبني أن تقوم.
وأنشد ابن قتيبة:
(17)
(هجوت محمداً وأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء)
(فإن أبى ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء)
وهذا الشعر لحسان بن ثابت يخاطب به أبا سفيان بن الحارث، وكان هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا السكن بن سعيد، عن عباد بن عباد، عن أبيه قال: أنشد النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت قصيدته التي أولها:

الصفحة 36