كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

كما يقال: ناقة ركوبة، أي مركوبة. وقوله (وفق العيال) أي لها لبن قمر كفايتهم، لا فضل فيه عنهم. وقيل قدر ما يقوتهم، وكل شيء طابق شيئاً وافقة، فهو وفق. والسيد: الشعر. وقيل الوبر. فإذا قيل ما له سيد ولا لبد، فمعناه: ما له ذو وبر ولا صوف متلبد، يكنى بهما عن الإبل والغنم. وقيل: يكنى بهما عن المعز والضأن. وقيل: يكنى بهما عن الإبل والمعز. فالوبر: للإبل، والشعر: للمعز. ثم كثر ذلك حتى صار مثلاً مضروباً للفقر، فقيل لكل من لا مال له، أي شيء كان.
ففي هذا الكلام مجاز من وجهين: أحدهما إيقاعهم النفي على السبد واللبد، وهم يريدون نفي ما له السبد واللبد. والثاني: استعمالهم ذلك في كل من لا مال له، وأصله أن يكون في الإبل والمعز والغنم خاصة.
وهذا البيت من قصيدة قالها الراعي في عبد الملك بن مروان، يشتكى فيها إليه عماله، ويصف جورهم على الناس في أخذ الصدقة. وقبله:
أزرى بأموالنا قوم بعثتهم بالعدل ما عدلوا فينا ولا قصدوا
نعطى الزكاة فما يرضى خطيبهم حتى نضاعف أضعافاً لها عدد
وأنشد ابن قتيبة:
(21)
(وإن بني ربيعة بعد وهب كراعي البيت يحفظه فجانا)

الصفحة 43