كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

معتمداً على ما قبله جاز رفع الاسم به. ومعنى اعتماده على ما قبله أن يكون صفة لموصوف، أو حالا لذي حال، أو خبرا لذي خبر، أو صلة لموصول، أو معتمدا على أداة من أدوات الاستفهام، أو ما ولا النافيتين.
ومن النحو بين من يرى أنه يرتفع بالابتداء أبدا، وإن لم يعتمد على ما قبله ولم ينكر رفعه بالاستقرار، وهو رأي السيرافي.
ولسيبويه في هذا الموضع من كتابه عبارة مشكلة، تحتمل المذهبين جميعاً وهو قوله في بعض أبواب الصفات: واعلم أنك إذا نصبت في هذا الباب، فقلت: مررت برجل معه صقر صائداً به غداً، فالنصب على حاله، لأن هذا ليس بابتداء، ولا يشبه (فيها عبد الله قائم) غداً، لأن الظروف تلغى حتى يكون المتكلم كأنه لم يذكرها في هذا الموضع، فإذا صار الاسم مجروراً، أو عاملاً فيه فعل، أو مبتدأ، لم تلغه، لأنه ليس يرفعه الابتداء. وفي الظروف إذا قلت: فيها أخواك قائمان، يرفعه الابتداء. والأظهر عندي من هذا الكلام الرفع بالاستقرار.
وأنشد ابن قتيبة:
(28)
(باتت تبيا حوضها عكوفاً)

الصفحة 55