كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

فإن قيل: ما بالك لم تجعل الهاء في (تبباه) عائدة على عسعس؟ فالجواب: أن الهاء في (تبياه) إنما تعود على الفتى، لأن (تبياه) في موضع نصب على الحال منه، وحكم الحال أن يكون فيها ضمير يرجع إلى صاحبها، فلذلك احتيج إلى ضمير آخر، يرجع إلى عسعس بحكم الخبر. وقد يجوز أن يقال: لما كان (الفتى) هو عسعس، اكتفى بالضمير العائد عليه، من الضمير العائد على (عسعس). وهذه حال جرت على غير من هي له، لأن القاصد إنما هو المخاطب، واستتر الضمير الفاعل فيها، لأن الفعل من شأنه أن يتحمل ضمير الأجنبي، ولو صيرتها اسم فاعل لقلت متبيئاً له أنت، فظهر الضمير، ولو كانت حالاً محضة للفتى، لقلت: نعم الفتى متبيا على صفة اسم المفعول، ولم تحتج إلى أن يظهر الضمير فتقول: هو.
وأنشد ابن قتيبة:
(لعمر بني شهاب ما أقاموا صدور الخيل والأسل التياعا)
البيت: لدريد بن الصمة الجشمي، ويكنى أبا قرة، وأمه ريحانة أخت عمرو بن معدى كرب و (ما) في هذا البيت نفى، وليست مصدراً واقعاً موقع

الصفحة 59