كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

الظرف، لأنه يذم بني شهاب، ويذكر أنهم فروا وولوا الدبر وإنما أقسم بأعمارهم على سبيل الهزء بهم، ويدل على ذلك قوله بعد هذا البيت:
ولكني كررت بفضل قومي فخرت مكارما وحويت باعا
وذلك فعلنا في كل حي وننتجع الأقاصي انتجاعا
ويروى: (فجدت بنعمة ومددت باعا) والباع ههنا الشرف. وقوله: (الأقاصي) قياسه: الأقاصي بتخفيف الياء، ولكنه أشبع كسرة الصاد، فنشأت بعدها ياء، وأدغمها في الياء الأصلية، على حد قول الفرزدق:
نفى الدراهم تنقاد الصياريف
وأنشد ابن قتيبة:
(31)
(فقلت له هذه هاتها بأدماء في حبل مقتادها)
البيت لأعشى بكر، وقد ذكرنا اسمه فيما تقدم، وإنما يضاف إلى بكر للبيان، لأن في الشعراء جماعة يسمى كل واحد منهم الأعشى، فيضاف كل واحد منهم إلى رهطه، ليعرف به، فيقال أعشى بكر، وأعشى باهلة، وأعشى همدان،

الصفحة 60