كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأعشى طرود ونحو ذلك. والأدماء: الناقة البيضاء. والأدمة: على ثلاثة معان: إذا وصف بها الرجال، فالمراد بها السمرة، وإذا وصف بها الإبل، فالمراد بها البياض، وإذا وصف بها الظباء فالمراد بها سمرة في ظهورها، وبياض في بطونها. والمقتاد: القائد. والهاء في قوله (له) عائدة إلى خمار ذكره قيل هذا البيت، في قوله:
فقمنا ولما يصح ديكنا إلى جونة عند حدادها
يعني بالحداد: الخار، لأنه يمنع من الخمر ويحفظها، وكل من حفظ شيئاً ومنع، فهو حداد.
وذكر صاحب كتاب العين؛ أن الخمار يقال له جداد بالجيم. وهذه الكلمة من الأشياء التي نسب فيها إلى التصحيف. وهذه إشارة إلى الجونة المذكورة. وهي الخابئة، جعلها جونة لاسودادها من القار. والمعنى: هات هذه الجونة، وخذ هذه الناقة الأدماء بحبل قائدها. وذكر الأعشى بعد هذا البيت أن الخمار لم يقنع منه بالناقة الأدماء، حتى زاده تسعة دراهم، وذلك قوله:
فقال تزيدونني تسعة وليست بعدل لأندادها
فقلت لمنصفنا أعطه فلما رأى حضر إشهادها
أضاء مظلته بالسرا ج والليل غامر جدادها
دراهمنا كلها جيد فلا تحبسنا بتنقادها
وحرف الجر في قوله (فقلت له) متعلق بظاهر، وفي قوله (بأدماء) وفي (حبل): متعلق بمحذوف غير ظاهر. والباء في قوله (بأدماء) في موضع نصب

الصفحة 61