كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

هذا قول الزيادي. وقال غيره: هي التي تنصلت في السير: أي تتقدم. وأخلاق الطرق: أي القديمة، التي قد أخلقت. واحدها: خلق، شبهها بالثوب الخلق، وخص الأخلاق من الطرق، لأن الاستدلال بثم التراب إنما يكون في الطرق القديمة، التي كثر المشي فيها، فتوجد فيها رائحة الأرواث والأبوال.
وأنشد ابن قتيبة:
(36)
(عيوا بأمرهم كما عيت بيضتها الحمامة)
(جعلت لها عودين: من نشم، وآخر من ثمامه)
الشعر لعبيد بن الأبرص الأسدي، من كلمة له يخاطب بها حجرا أبا امرئ القيس، ويستعطفه لبني أسد، وذلك أن حجرا كان يأخذ منهم إتاوة، فمنعوه إياها، فأمر بقتلهم بالعصي، فلذلك سموا عبيد العصا، ونفى من نفى منهم إلى تهامة، وأمسك منهم عمرو بن مسعود وعبيد بن الأبرص، وكانا أسيرين عنده، فلذلك قال عبيد في هذه الكلمة:
ومنعتهم نجداً فقد حلوا على وجل تهامه
أنت المليك عليهم وهم العبيد إلى القيامة
فرق لهم حجر وأمر برجوعهم إلى ديارهم، فاضطغنوا عليه ما فعل بهم، فقتلوه. وأصحاب المعاني يقولون في قوله:

الصفحة 67