كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وقال النابغة:
كأنك من جمال بني أقيش يقعقع خلف رجليه بشن
أراد الأول: أحد يفضلها. وأراد الثاني جمل من جمال بني أقيش:
وأما تشبيه عبيد أمر بني أسد بأمر الحمامة، فتلخيصه أنه ضرب النشم مثلاص لذوي الحزم وصحة التدبير، وضرب الثمام مثلاً لذوي العجز والتقصير، فأراد أن ذوي العجز منهم شاركوا ذوي الحزم في آرائهم، فأفسدوا عليهم تدبيرهم، فلم يقدر الحلماء، على إصلاح ما جناه السفهاء، كما أن الثمام لما خالط النشم في بنيان العش، فسد العش وسقط، لوهن الثمام وضعفه، ولم يقدر النشم على إمساكه بشدتد وقوته ونظير هذا قول الآخر:
ولكن قومي عزهم سفهاؤهم على الرأي حتى ليس للرأي حامل
تظوهر بالعدوان، واحتبل بالغني، وشورك في الرأي الرجال الأماثل

الصفحة 69