كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد ابن قتيبة:
(37)
(أنا الذي سمتني أمي حيدره)
الرجز: لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قاله يوم خيبر. وبعده:
أضرب بالسيف رقاب الكفرة كليث غابات غليظ القصره
أكليكم بالسيف كيل السندرة
أراد: (أنا الذي سمتني أمي أسداً) فلم يمكنه ذكر الأسد، من أجل القافية، فذكر حيدره، لأنه اسم من أسمائه. وإنما قلنا ذلك، لأن أمة لم تسمه حيدرة، وإنما سمته أسداً.
قال أبو محمد بن قتيبة في شرح غريب الحديث: سألت بعض آل أبي طالب عن قوله:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
فذكر أن أم علي، وهي فاطمة بنت أسد، ولدت علياً وأبو طالب غائب، فسمته أسداً باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا، الذي سمته أمه به، وسماه علياً، فلما كان يوم خيبر، رجز علي، ذكر الاسم الذي سمته به أمه فكأنه قال: أنا الأسد. والغابات: جمع غابة، وهي أجمة الأسد. والقصرة: أصل العنق.

الصفحة 70