كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأنشد ابن قتيبة، في باب صفات الناس:
(41)
(وبات شيخ العيال يصطلب)
البيت: للكميت الأسدي، وهو الكميت بن زيد، ويكنى أبا المستهل، وصدر هذا البيت:
واحتل برك الشتاء منزله
والبرك: الصدر، وحقيقته: أنه الموضع الذي يبرك عليه البعير من صدره، ثم سمى الصدر بركاً، ولا برك للشتاء، وإنما هو مثل. أراد: أن الشتاء لزم منزله، كما يلزم البعير مبركه، وإذا ذكروا الشتاء في مثل هذا، فليسوا يريدون الشتاء بعينه، إنما يريدون ما فيه من الضيق وشظف العيش، وهذا المعنى أراد الخطيئة بقوله:
إذا نزل الشتاء بجار قوم تجنب جار بيتهم الشتاء
والشتاء نفسه لا يقدر أحد على الامتناع منه. وقوله (وبات شيخ العيال يصطلب) أي يجمع عظام الجزر التي ينحرها أهل الثروة والغناء، ويطبخها ليأتدم بما يخرج من ودكها، لشدة الزمان، وضيق المعيشة عليه.
وأنشد في هذا الباب:
(42)
(ترى لعظام ما جمعت صليبا)

الصفحة 75