كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

الشعر. (فطارق) على رواية من روى هذا الشعر لهند بنت عتبة أو لبنت الفند الزماني: تمثيل واستعارة، لا حقيقة. إنما شبهت أباها بالنجم الطارق، في شرفه وعلوه. وعلى رواية من رواه لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق: حقيقة، ليس باستعارة، لأن طارقا كان جدها، والأظهر من هذا أن الشعر لهند بنت بياضة، وإنما قاله غيرها متمثلاً. ويروى (بنات) بالرفع و (بنات) بالنصب. فمن رفعه فعلى خبر المبتدأ. ومن نصبه فعلى المدح والتخصيص، ويكون الخبر قولها (نمشي على النمارق) ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم: نحن العرب أقوى الناس للضيف. ومثله قول نهشل بن حرى:
إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه، ولا هو بالأبناء يشرينا
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(44)
(أراقب لوحاً من سهيل كأنه إذا بدا من آخر الليل يطرف)
البيت لجران العود النميري، وجران العود: لقب غلب عليه، لقوله:
خذا حذرا يا خلتي فإنني رأيت جران العود قد كان يصلح
فشهر بذلك حتى صار اسمه مجهولاً، لا يكاد يعرف. والعود: الجمل المسن. وجرانه: باطن عنقه، وكان اتخذ منه سوطاً ليضرب به زوجتيه. ويروى: (يا حنتي) وحنة الرجل: زوجته سميت بذلك، لأنها تحن إليه ويحن إليها،

الصفحة 78