كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وأما الخلة فهي: الصديقة، وتسمى الزوجة خلة أيضاً. وبعد قوله (أراقب لوحاً):
يعاوض عن مجرى النجوم وينتحى كما عارض الشول البعير المؤنق
بدا لجران العود والبحر دونه وذو حدب من سر وحمير مشرف
اللوح: الظهور. يقال لاح النجم: إذا تلألأ. وشبه سهيلا لحركته واضطرابه، بعين تطرف: أي تحرك أجفانها. قال أبو حاتم: سهيل، كوكب يطلع في آخر الليل، فلا يمكث إلا قليلاً حتى يغيب، وهو يطرف كما تطرف العين، لقربه من الأفق. (وقوله يعارض عن مجرى النجوم): يريد أنه لا يقطع السماء، كما تقطعها النجوم، فيطلع عن يسار قبلة العراق، ويرتفع قليلاً، ثم ينحط راجعاً. والشول: الإبل التي جفت ألبانها، وجفت ضروعها. والبعير المؤنف الذي يضم إلى الإبل وليس منها، فهو يعتزلها ويرعى في ناحية عنها، ولا يختلط بها، فشبه سهيلا به لميله عن مجرى النجوم، ولذلك قال الراجز:
إذا سهيل لاح كالوقود فردا كشاة البقر المطرود
وقوله (وذو حدب) يعني البحر. والحدب: الموج، وسرو حمير: أعلى بلادها. كذا فسروا هذا البيت وهو عندي غير صحيح، لأنه قد ذكر البحر، فلا وجه لذكره مرة ثانية، وإنما أراد (بذي حدب) موضعاً مرتفعاً بين بلاد

الصفحة 79