كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

الياء فيها واو، لأنها مشتقة من الدوام، ولكن الواو لما سكنت وانكسر ما قبلها قلبت ياء، فكان ينبغي حين ذهبت الكسرة الموجبة لانقلاب الواو؛ أن ترجع إلى أصلها، فيقول: (دوموا) كما أن من قال: قيل إذا بنى منه فعل قال: قول ولكن هذا من البدل الذي يلتزمونه. مع ذهاب العلة الموجبة له، وقد جاءت من ذلك ألفاظ تحفظ ولا يقاس عليها، كقولهم: عيد وأعياد، وريح وأرياح في لغة بني أسد، وغيرهم يقول (أرواح) على القياس.
وأنشد في باب ذكور ما شهر منه الإناث:
(48)
(أرب يبول الثعلبان برأسه لقد هان ما بالت عليه الثعالب)
البيت: لغاوي بن ظالم السلمي. ويروى لأبي ذر الغفاري. ويروى للعباس ابن مرداس السلمي. ورواه جمهور اللغويين (الثعلبان) كما روى ابن قتيبة ورواه أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة (الثعلبان) بفتح الثاء واللام وكسر النون، تثنية ثعلب. وذكر أن بني سليم كان لهم صنم يعبدونه، وكان له سادن يقال له غاو، والسادن: خادم الأصنام، فبيتا هو ذات يوم جلس أقبل ثعلبان يشتدان، نشغر كل واحد منهما رجله، وبال على الصنم، فقال: يا بني سليم، والله ما يضر ولا ينفع، ولا يعطى ولا يمنع. ثم قال البيت، وكسر الصنم: وأتى النبي

الصفحة 86