كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

البيت لسلامة بن جندل السعدي وتمامه:
يسقى دواء قفى السكن مربوب
الأسفى: الخفيف الناصية. وقال ابن الأعرابي هو الذي تعتليه شعرة من غير شيته الغالبة عليه. قال: وهذه هجة فيه إذا لم يخلص لونه بلون مصمت، فيكون أشهب مصمتاً، أو أدهم كذلك. قال: وإذا كان أقنى ضاق منخره عن نفسه، فلذلك كره القنا في الخيل، والقنا: أحد يداب الأنف. والسغل والصغل (بالسين، والصاد: السيء الغذاء. والسغل: المهزول أيضاً وقوله: يسقى دواء قفى السكن: الدواء: ما يداوي به الفرس ليضمر، قال متمم بن نويرة يصف فرساً:
داويته كل الدواء وذدته بذلاكما يعطى الحبيب الموسع
والذواء في هذا البيت: مكسور الدال، لأنه مصدر لقوله داويته ومعناه داويته كل المداواة. ومن فتح الدال فقد غلط. والدواء أيضاً: اللبن، وكانوا يسقون خيلهم الألبان، سمي دواء لأنه قوام الأبدان، وصلاح لها. هذا قول ابن الأعرابي والقفى، الطعام يؤثر به رب المنزل والضيف، وهو القفيه أيضاً والسكن: أهل المنزل، أي يؤثرونه بما عندهم من خيار الطعام، لنفاسته عندهم، كما قال شمعلة ابن الأخضر يصف الحيل:
نوليها الحليب إذا شتونا على علاتنا ونلي السمارا

الصفحة 90