كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

يقول: نسقيها اللبن المحض، ونشرب نحن السمار، وهو اللبن الممذوق بالماء. والمربوب: الذي يربى في البيوت، ولا يترك أن يزول لكرامته على أهله.
وذهب أبو علي الفارسي في قوله (مربوب) إلى أنه مخفوض على الجوار. وغيره يقول إنه مخفوض على الصفة للفرس المذكور قبل هذا البيت لأنه قال قبله:
والعاديات أسابى الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب
من كل حت إذا ما ابتل ملبده صافى الأديم أسيل الخد يعبوب
فمربوب صفة لحت والحت: السريع، وكذلك العيوب. والتقدير من كل حت يعبوب مربوب. والملبد: موضع اللبد من ظهره. والأنصاب حجارة كانوا يذبحون عليها ما يقربونه للأصنام. شبه أعناق الخيل بها لما عليها من الدم. والترجيب: التعظيم والأسابي: طرائق الدم.
وأنشد في هذا الباب:
(54)
(جاءت به معتجرا ببرده سفواء تردى بنسيج وحده)
الشعر لجرير، قاله في المهاجر بن عبد الله صاحب اليمامة. والمعتجر: الملنف والاعتجار: لف العمامة على الرأس دون تلج، والاعتجار: إدارة المرأة المعجر على رأسها ووجهها.

الصفحة 91