كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

وبقية البيت: (حذقه الصانع المقتدر)
هذا البيت يروى لامرئ القيس بن حجر، وكان الأصمعي يرويه عن أبي عمرو بن العلاء لرجل من النمر بن قاسط، يقال له ربيعة بن جشم، وهو الصحيح. والمجن: الترس، وسراته: ظهره. ومعنى (حذقه): سواه بحذق ومهارة، محكم الصنعة، والمقتدر: الحاذق بالعمل، القادر عليه، والكاف من قوله (كسراة): لها موضع من الإعراب لأنها في تقدير الصفة للجبهة، وحذقه الصانع: جملة في موضع الحال من المجن، والتقدير قد حذقه، وإنما احتيج إلى إضمار قد لأنها تقرب الماضي من الحال والعامل في هذه الحال معنى التشبيه، الذي دلت عليه الكاف، ولا موضع لهذه الجملة على قياس قول الكوفيين، لأنهم يجعلونها صلة للمجن، ويجيزون وصل الألف واللام مع غير الصفات، ولا يجيزه البصريون.
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(56)
(طويل طامح الطر ف إلى مفزعة الكلب)
(حديد الطرف والمنكـ ـب والعرقوب والقلب)

الصفحة 93