كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

هذا الشعر يروي لأبي داود الإيادي، واسمه: حنظلة بن الشرفي، فيما ذكر الأصمعي. وقال: غيره: اسمه جارية بن الحجاج. وزعم أبو عبيدة أن هذا الشعر لعقبة بن سابق الهزاني، ويروى برفع طويل وحديد وطويل وخفضهما، فمن خفضهما جعلهما صفتين للفرس المذكور قبلهما، لأن قبل هذين البيتين:
وقد أغدو بطرف هيـ ـكل ذي ميعة سكب
أشم سلجم المقبـ ـل لا شخت ولا جأب
ومن رفع فعلى خبر مبتدأ مضمر. والطامح: المرتفع المشرف، يقال: طمح ببصره إلى الشيء، والمفزعة مكان الفزع. وقال الأصمعي: أراد: يطمح ببصره إلى حيث يفزع الكلب إلى الصيد، يصفه بالنشاط. وقال غير الأصمعي: إنما أراد أن الكلب إذا فزع من أمر ينكره نبح، وتشوف ونظر إلى مكانه، توقعا للركوب لحدة نفسه. والأشياء التي تستحب حدتها من الفرس ثلاثة عشر: الأذنان، والعينان، والقلب، والعرقو بأن، والمنجمان، وهما عظمان في الكعبين متقابلان، والكتفان، والمنكبان. ذكر أبو داود منها سبعة: العينين، والمنكبين، والعرقوبين، والقلب، ولم تمكنه التثنية فذكر أحد العضوين وهو يريدهما معاً، ونحو من هذا قول عبد الغفار الخزاعي يصف الفرس:
حدت له تسعة وقد عريت مسع ففيه لمن رأى منظر

الصفحة 94