كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

فذكر تسعة، ولم يذكر سائر ما يستحب فيه الحدة. والطرف: الفرس الكريم الطرفين، والهيكل: الضخم. والميعة: النشاط، والسكب: الذي يسكب الجري كما يسكب المطر، والأشم: المرتفع، والسلجم: الطويل. ويعني بالمقبل: رأسه وعنقه، والشخث: الرقيق. والجاب: الغليظ الجافي الخلق.
وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(57)
(ولما أن ارأيت الخيل فبلاً تبارى بالخدود شبا العوالي)
في هذا البيت غلط من وجهين: أحدهما أنه روى عنه رأيت بضم التاء، وإنما هو رأيت بفتحها، والثاني أنه نسبه إلى الخنساء وإنما هو لليلى الأخيلية قالته في قابض بن أبي عقيل وكان فرعن توبة يوم قتل، في شعر يقول فيه:
ولما أن رأيت الخيل قبلا تبارى بالخدود شبا العوالى
نسيت وصاله وصددت عنه كما صد الأثرب عن الظلال
ألم تعلم- جزاك الله شرا- بأن الموت منهاة الرجال
فلا والله يا ابن أبي عقيل تبلك بعدها عندي بلال
وقولها (تبارى بالخدود شبا العوالي) يريد أن أعناقها طوال، فخدودها تبارئ أطراف الرماح إذا مدها الفرسان، ومثله قول امرئ القيس:
يبارى شباة الرمح خد مذلف كصفح السنان الصلبي النحيض

الصفحة 95