كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب (اسم الجزء: 3)

الشعر لأبي دواد الإيادي، وفي الشوهاء ثلاثة أقوال: قال الخليل: هي الطويلة الرأس، الواسعة الفم والمنخرين، وقال أبو عبيدة: هي المفرطة رحب الشدقين والمنخرين، والجمع شوه ولا يقال للذكر أشوه، وقال المنتجع بن نبهان: هي الرائعة (في الحسن) ومنه قولهم: لا تشوه على: إذا قال ما أحسنك، أي لا تصبني بالعين.
ووجدت في شعر أبي داود: الشوهاء: الحديدة النفس. وإذا وصف بالشوهاء غير الفرس، فإنما يراد بها القبيحة. والجوالق: العدل. شبه به فاها في عظمه. والمستجاف: العظيم الجوف، وقوله: (يضل فيه الشكيم): أي يتلف، من قولهم ضل الشيء إذا تلف. وأما إعرابه فإن قوله (فوها): مرتفع بالابتداء، و (مستجاف): خبره. والكاف في قوله (كالجوالق): صفة لمصدر محذوف، كأنه قال: فوها مستجاف استجافة كاستجافة الجوالق، فحذف المصدر، وأقام صفته مقامه، وحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه أيضاً، ففيه على هذا نوعان من المجاز: حذف المضاف، وحذف الموصوف.
ونظيره من مسائل النحو زيد مضروب كعمرو، أي ضربا كضرب عمرو، ويجوز فيه وجه آخر، وهو أن يكون (مستجاف) خبرا، وكالجوالق خبر آخر، فيكون للمبتدأ خبران، أي قد جمع فوها أنه مستجاف، وأنه كالجوالق. وبعد هذا البيت:

الصفحة 98